فى احد ديارات العذارى بمراكز اخميم كانت هناك راهبه تدعى فبرونيا شابه بارعه الجمال كرست نفسها للسيد المسيح وكانت تواظب على الصوم والصلاه والتعبد والنسك والتقشف وكانت تتقدم كل يوم فى النعمه وتتزايد فى القداسه. كان بالدير ثلاثين راهبه لكنها كانت تفوقهن جمالا وكانت اصغرهن سنا قدمت من الشام وكان لها حوالى ثلاث سنوات وامتازت بهدوئها ووداعتها وقداسه سيرتها ولما ولج عساكر مروان الاديره وصلوا الى هذا الدير فنهبوه ووجدوا بين العذارى هذه الصبيه الجميله جدا وما ان وقع بصرهم عليها حتى بهتوا لجمالها الفتان فاخرجوها من بين زميلاتها فكانت تولول وتبكى بكاء مرا ووقع على الجميع خوف وبكاء ونحيب وقد تركوا الباقيات وشانهن واختلفوا فيما بينهم ماذا يفعلون بها وعما اذا كانوا يهدونها للخليفه او يقترعوا عليها فيما بينهم. اما القديسه فطلبت امهالها قليلا ودخلت قلايتها ووقعت على الارض شبه المغمى عليها وهى تتوسل الى الرب ان يتدخل بقوته القاهره والا يسمح بتدنيس جسدها بعد ان قدمته قربانا طاهرا له منذ صباها فارشدها الرب الى حيله بها تنقذ طهارتها اما هى فانها تقدمت الى رئيس الجند وقالت له :"ان لدى سرا اريد ان افضى به اليك وبمقتضاه تنتصرون فى المعارك والحروب وارجو الا يمسنى احد بسوء" قالت انا اعبد الله بطهارتى منذ سنين ولايجمل بكم ان تفسدوا عبادتى واذا اوليتمونى هذا المعروف انا اكافئكم عوضه بدواء اصفه لكم يحمى اعناقكم من السيوف فتعجبوا من كلامها قالت ان ابائى كانوا قوما مقاتلين شجعان وكان لديهم دواء يتدهنون به اذا خرجوا للقتال فكانت السيوف الحاده تكل ولا تضر اجسادهم وان كنتم لاتصدقون فانى ادهن رقبتى به وليستحضر اشجعكم احد سيف ويضربنى به فلابد ان يرجع مفلولا ( وقصدت بذلك ان تدبر طريقه للموت دون ان تنجس جسدها الطاهر) ثم دخلت قلايتها واخرجت قنينه بها زيت مقدس كانت محتفظه به فدهنت رقبتها ووجهها وجسدها ثم جثت وبدات تصلى وهى تمد عنقها للسياف فظن الجهال ان الامر صحيح ولم يعلموا مافى قلبها ثم قالت لهم :" من كان فيكم قويا وسيفه ماض قاطع فليتقدم " فتقدم شاب بسيف كان يفتخر به فسترت وجهها بردائها واحنت راسها وقالت:"اضرب بكل قوتك ولا تبال " فضرب عنق القديسه فطارت راسها فعلموا حينئذ انها خدعتهم فندموا وحزنوا حزنا عظيما ووقع عليهم خوف شديد ولم يلتفوا بعدها لراهبه اخرى بل تركوهن ومضوا بعد ان ردوا للدير ما اخذوه هكذا تقدمت للموت العروس الطاهره فى شهامه ومحبه كامله وايمان ثابت فى عريسها المسيح فنالت اكليل الشهاده بركه صلواتها تكون معنا آمين.